كامب ديفيد هى أصل الإرهاب



اسرائيل هى العدو والفاعل الرئيسي والشريك والمحرض والداعم والممول والمتسبب فى كل جرائم الإرهاب والتجسس والاختراق والتهريب فى سيناء، مستغلة نجاحها فى تجريد سيناء من السلاح والقوات والسيادة بموجب اتفاقيات كامب ديفيد. ولكننا نخشى الاعتراف بذلك لأننا نخشى مواجهتها، ونستقوى بدلا من ذلك على أهالينا فى سيناء.

وما لم نتحرر من كامب ديفيد وقيودها، فلا امن ولا استقرار لأحد فى سيناء، ولا وطنية ولا شرعية لاى نظام فى مصر.

وفيما يلى تفاصيل القيود التى فرضتها علينا اسرائيل فى سيناء منذ 35 عاما :

***
أولاـ التدابير الامنية : (خريطة رقم 1)
وهى ما ورد فى الملحق الاول من اتفاقية السلام ( الملحق الامنى )، ولقد وردت به القيود الآتية على حجم وتوزيع القوات المصرية فى سيناء :
  • تم لأول مرة تحديد خطين حدودين دوليين بين مصر وفلسطين (اسرائيل)، وليس خطا واحدا، الأول يمثل الحدود السياسية الدولية المعروفة وهو الخط الواصل بين مدينتى رفح وطابا، اما خط الحدود الدولى الثانى فهو الخط العسكرى او الامنى وهو الخط الواقع على بعد 58 كم شرق قناة السويس والمسمى بالخط (أ)، وهى الحدود الأمنية التى اشترطتها اسرائيل.
     
  • ولقد قسمت سيناء من الناحية العسكرية الى ثلاثة شرائح طولية سميت من الغرب الى الشرق بالمناطق ( أ) و ( ب ) و (ج )
     
  • أما المنطقة (أ) فهى المنطقة المحصورة بين قناة السويس والخط (أ) المذكور عاليه بعرض 58 كم ، وسمح لمصر فيها بفرقة مشاة ميكانيكية واحدة تتكون من 22 ألف جندى مشاة مصرى مع تسليح يقتصرعلى 230 دبابة و126 مدفع ميدانى و126 مدفع مضاد للطائرات عيار 37مم و480 مركبة
     
  • ثم المنطقة (ب) وعرضها حوالى 109 كم الواقعة شرق المنطقة (أ) وتقتصر على 4000 جندى من سلاح حرس الحدود مع أسلحة خفيفة.
  • ثم المنطقة (ج) وعرضها حوالى 33 كم وتنحصر بين الحدود الدولية من الشرق والمنطقة (ب) من الغرب و لا يسمح فيها باى تواجد للقوات المسلحة المصرية وتقتصر على قوات من الشرطة (البوليس)، بالإضافة الى 750 جندى حرس حدود سمحت بهم إسرائيل عام 2005 لمراقبة حدود غزة .
     
  • ويحظر إنشاء اى مطارات او موانى عسكرية فى كل سيناء.
     
  • فى مقابل هذه التدابير فى مصر قيدت الاتفاقية إسرائيل فقط فى المنطقة (د) التى تقع غرب الحدود الدولية وعرضها 3 كم فقط ، وحدد فيها عدد القوات بـ 4000 جندى، ثم أطلقت حريتها فى أى قوات بعد المنطقة (د)، لتصبح الموازين العسكرية الفعلية على الأرض، هى أن أقرب دبابة اسرائيلية تبعد عن الحدود المصرية 3 كيلومتر، فى حين أن أقرب دبابة مصرية تبعد عن نفس النقطة 150 كيلومتر.
     
  • وللتقييم والمقارنة بين قواتنا فى حرب اكتوبر وبين قواتنا بموجب المعاهدة، فان حجم القوات المصرية التى كانت الموجودة شرق القناة على ارض سيناء فى يوم 28 اكتوبر1973 بعد التوقف الفعلى لاطلاق النار، حوالي 80 ألف جندى مصري واكثر من ألف دبابة، وهى القوات التى عبرت بقوة سلاحنا ودمائنا بدون معاهدات ولا أذون من اسرائيل.
     
  • ولكن الرئيس الراحل انور السادات وافق على سحبها جميعا وإعادتها  الى غرب القناة ما عدا 7000 جندى وثلاثون دبابة، وذلك فى اتفاق فض الاشتباك الاول الموقع فى 18 يناير 1974، مقابل انسحاب القوات الاسرائيلية التى اخترقت الجبهة الغربية فى ثغرة الدفرسوار.
     
  • ليأتوا بعد 5 سنوات من انسحابنا، ليمنوا علينا فى المعاهدة بربع عددها وعتادها، سحبنا 80 الف، وعدنا بـ 22 ألف فقط !


     
***
  • ·     كما أن مراجعة خطة العدوان الاسرائيلى على سيناء فى حربى 1956 و1967 ، تثير القلق فيما اذا كانت الترتيبات الحالية قادرة على رد عدوان مماثل لا قدر الله .
     
  • ·      وللتذكرة فلقد تم العدوان الاسرائيلى عام 1967  على اربعة محاور: (خريطة رقم 2)
     
1)   محور رفح ، العريش ، القنطرة
2)   محور العوجة ، ابو عجيلة ، الاسماعيلية
3)   محور الكنتلا ، نخل ، السويس 
4)   محور ايلات ، دهب ، شرم الشيخ جنوبا ثم الطور ، ابو زنيمة شمالا ليلتقى مع هجوم المحور الثالث القادم من رأس سدر.

***
  •  سبق للرئيس السادات ان رفض هذا المشروع، اذ انه صرح فى 19 مارس 1974 ((ان الحديث الدائر في اسرائيل عن نزع سلاح سيناء يجب ان يتوقف .  فاذا كانوا يريدون نزع سلاح سيناء فسوف أطالب بنزع سلاح اسرائيل  كلها . كيف انزع سلاح سيناء .. انهم يستطيعون بذلك العودة في أى وقت يريدون خلال ساعات)). ولكنه تراجع تحت الضغوط فيما بعد.
***

ثانيا : القوات الاجنبية فى سيناء :

      وهى القوات متعددة الجنسية MFO  او ذو"القبعات البرتقالية" كما يطلق عليها للتمييز بينها وبين قوات الأمم المتحدة ذو القبعات الزرقاء . ويهمنا هنا التأكيد على الاتى :
·    
  •        نجحت امريكا واسرائيل فى استبدال الدور الرقابى للامم المتحدة المنصوص عليه فى المعاهدة، بقوات متعددة الجنسية تحت ادارة امريكية، وقع بشأنها بروتوكول بين مصر واسرائيل فى 3 اغسطس 1981.
     
  • ·      تتشكل القوة من 11 دولة .
     
  • ·      ولا يجوز لمصر بنص المعاهدة ان تطالب بانسحاب هذه القوات من اراضيها الا بعد الموافقة الجماعية للاعضاء الدائمين بمجلس الامن .
     
  • ·      وتقوم القوة بمراقبة مصر، اما اسرائيل فتتم مراقبتها بعناصر مدنية فقط (مراقبين) لرفضها وجود قوات اجنبية على اراضيها ،  ومن هنا جاء اسمها (( القوات متعددة الجنسية والمراقبون ـ Multinational Force and Observers ))
     
  • ·      وفيما يلى بعض التفاصيل عنها :
     
  • ·      تتحدد وظائف MFO فى خمسة مهمات = ( 4 + 1 ) هى :
     
1)   تشغيل نقاط التفتيش ودوريات الاستطلاع ومراكز المراقبة على امتداد الحدود الدولية وعلى الخط ( ب) وداخل المنطقة ( ج )
2)   التحقق الدورى من تنفيذ احكام الملحق الامنى مرتين فى الشهر على الاقل ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك
3)   اجراء تحقيق اضافى خلال 48 ساعة بناء على طلب احد الاطراف
4)   ضمان حرية الملاحة فى مضيق تيران
5)   المهمة الخامسة التى اضيفت فى سبتمبر2005 هى مراقبة مدى التزام قوات حرس الحدود المصرية بالاتفاق المصرى الاسرائيلى الموقع فى اول سبتمبر 2005 والمعدل فى 11 يوليو 2007 (ملاحظة : لم يعلن عن هذا الاتفاق ولا نعلم ما جاء به، ولقد وقع بعد سيطرة حماس على غزة)
  • ·      مقر قيادة القوة فى روما ولها مقرين اقليميين فى القاهرة وتل ابيب
     
  • ·      المدير الأمريكى الحالي ديفيد ساترفيلد David M. Satterfield  ومدة خدمته أربعة سنوات بدأها فى اول يوليو 2009 . وقبل ذلك شغل منصب كبير مستشاري وزيرة الخارجية كونداليزا رايس للعراق ونائب رئيس البعثة الامريكية هناك، كما كان سفيرا للولايات المتحدة فى لبنان، كما شغل منصب القائم باعمال السفارة الامريكية فى القاهرة خلفا لآن بترسون.
     
  • ·      تتمركز القوات فى قاعدتين عسكرتين فى المنطقة (ج): الاولى فى الجورة فى شمال سيناء والثانية فى الجنوب فى شرم الشيخ.
     
  • ·      بالإضافة الى ثلاثين مركز مراقبة
     
  • ·      ومركز اضافى فى جزيرة تيران لمراقبة حركة الملاحة .
***
تكوين القوات وتوزيعها :
  • ·      تتكون من قيادة وثلاثة كتائب مشاة لا تزيد عن 2000 جندى ودورية سواحل ووحدة مراقبة ووحدة طيران حربية ووحدات دعم واشارة
     
  • ·      الكتائب الثلاثة هى كتيبة أمريكية تتمركز فى قاعدة شرم الشيخ والكتيبتين الأخرتين إحداهما من كولومبيا والاخرى من فيجى وتتمركزان فى الجورة فى الشمال، وباقى القوات من باقى الدول موزعة على باقى الوحدات وفيما يلى جدول يبين عدد وتوزيع وجنسية القوات :
يلاحظ من الجدول السابق ما يلى :
  • ·      تضطلع الولايات المتحدة بمسئولية القيادة المدنية الدائمة للقوات كما ان لها النصيب الاكبر فى عدد القوات 687 من 1678 فرد بنسبة 40 %
     
  • ·      وذلك رغم انها لاتقف على الحياد بين مصر واسرائيل، ( راجع مذكرة التفاهم الامريكية الاسرائيلية الموقعة فى 25 مارس 1979 والتى تعتبر احد مستندات المعاهدة )
     
  • ·      وقد اختارت أمريكا التمركز فى القاعدة الجنوبية فى شرم الشيخ للأهمية الاستراتيجية لخليج العقبة والمضايق بالنسبة لاسرائيل
     
  • ·      رغم ان جملة عدد القوات لا يتعدى 2000 فردا، الا ان كافية للاحتفاظ بالمواقع الاستراتيجية لصالح اسرائيل فى حالة وقوع  اى عدوان مسقبلى منها، خاصة فى مواجهة قوات من الشرطة المصرية فقط فى المنطقة ( ج )
     
  • ·      ان الوضع الخاص للقوات الامريكية فى بناء الـ MFO  قد يضع مصر فى مواجهة مع امريكا فى ظل اى ازمة محتملة ، مما سيمثل  حينئذ ضغطا اضافيا على اى قرار سياسى مصرى .
     
  • ·      تم استبعاد كل الدول العربية والاسلامية والصديقة لمصر من المشاركة فى هذه القوات
     
  • ·       ومعظم الدول الاخرى عدد قواتها محدود وتمثيلها رمزى فيما عدا كولومبيا وفيجى
     
  • ·      ان القيادة العسكرية كلها من دول أعضاء فى حلف الناتو.
***
وفى اسرائيل :
اما على الجانب الاخر فى المنطقة (د) فلا يوجد سوى مراقبين مدنيين قد لا يتعدى عددهم 100 مراقب ، حيث رفضت اسرائيل وجود اى قوات على (أراضيها)!

***

وحتى حين تدفع مصر بقوات إضافية الى سيناء كما يحدث الآن، فانها تفعل ذلك بعد استئذان اسرائيل وموافقتها على عدد القوات وعتادها وتسليحها و"مهماتها" ومدة تواجها وموعد انسحابها.

وكما صرح افيخاى أدرعى المتحدث باسم الجيش الاسرائيلى لبي بي سي مؤخرا ((إن هناك تنسيقا بين مصر وإسرائيل فيما يخص التحركات العسكرية المصرية بمنطقة الحدود مع قطاع غزة...وأن اتفاقية كامب ديفيد للسلام الموقعة بين البلدين تنص على عدم انتشار قوات عسكرية مصرية في تلك المنطقة..ولذلك فان كل ما يخرج عما نصت عليه اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل يتم التنسيق بشأنه بين الجانبين))

***

كان ما سبق هو حقيقة وحجم أزمة الوجود والسيادة والأمن فى سيناء بموجب ترتيبات كامب ديفيد، والى أن نتحرر من هذه القيود، فستظل إرادتنا مكبلة وستظل لإسرائيل اليد العليا، وسيظل أمننا القومى على المحك وسيظل شهداؤنا يتساقطون واحدا تلو الآخر بلا حول ولا قوة.

إن الحل ليس فى إخلاء الحدود وهدم البيوت وإطلاق الحملات الإعلامية التعبوية، الحل فى تحرير سيناء من قيودها.
*****

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماهي السادومازوشية فلسفياً ونفسياً؟

" منتصف آيار " .. غسان كنفاني

متن الأربعين النووية