كلمات مختارة من أقوال .. شهيد بولسين
إن كنت تستطيع محو الحاجز العقلي لمعرفة سيطرة الحكومة كسلطة مهيمنة وذات نفوذ على المجتمع ، يمكنك أن تبدأ في إدراك أين تكمن السلطة الحقيقية، وما هو دور الحكومة التابعة لتلك السلطة.
فعند هذه النقطة ، يمكنك أن تدرس علاقتك بهيكل السلطة الفعلية وما مدى تأثيرك عليه أوما يمكن أن تفعله ضده.
فيمكنك أن تفهم ما هي الأهداف وما هي الأساليب المتبعة لتحقيق تلك الأهداف ، وكيفية توظيف تلك الأهداف والأساليب بحيث تكون قابلة للتدخل الشعبي .
لأنه من الأصول البديهية أن كل من استطاع تعطيل نظام ما، يكون هو صاحب التحكم فيه والمسيطر عليه .
لا تكره عدوك أكثر مما تحب شعبك . إذا كانت المطالب عادلة ، و نافعة للشعب ، فلتكن على استعداد للعمل مع الناس حتى الذين تكرهم أو تختلف معهم في قضايا أخرى.
فيما يخص التخطيط الخاص بتعطيل الشركات :
من الأمور الصعبة جدا هي العمل على إفشال أعمال حققت نجاحات ، فأي شركة في صراع دائم ومستمر يوميا للحفاظ على انخفاض التكاليف وزيادة الارباح وأعلى قدر من الكفاءة .
فقط عليك أن تجعل جهدهم وصراعهم أكثر صعوبة من أن يتحملوه. فمجرد أن تنظر لجميع العوامل التي تساهم في كفاءة الشركة وأرباحها ، فسوف يكون هناك الكثير من العوامل بمجرد البدء فعليا في التحقق .
ثم ما عليك سوى أن تختار ببساطة الاختيار المتاح للقيام بتعطيلهم واستهدافهم بأي طريقة تساهم في خسارتهم أو زيادة تكلفتهم .
إذا كنت تعرف تسلسل ملكية الشركة ، ستستطيع إرسال رسالة مباشرة إلى الرؤساء في قمة الإمبراطورية الرأسمالية ، لتخبرهم بأن شرط الحصول على عائد استثماراتهم هو : دعمهم للعدالة الاجتماعية في مصر . دعمهم للإطاحة بالسيسي، دعمهم لحكومة تعكس إرادة وتطلعات الشعب .
كان هناك حملة صغيرة لكنها قوية, مختصرة لكنها فعالة في عام 2000 في الولايات المتحدة للضغط على شركة ستاربوكس Starbucks لعدم فتح أي سوق في إسرائيل. كان هذا خلال الإنتفاضة الثانية, وكما هو الحال الآن كان هناك الكثير من الصور المقلقة والمؤسفة تأتي من غزة ومن الضفة الغربية. الناشطين ألصقوا هذه الصور على نوافذ العشرات من مواقع ستاربوكس في العديد من المدن. أضافوا شعار ستاربوكس وعبارة صغيرة على كل صورة.
الصورة طبعت على كلا الجانبين من الورقة وبذلك تكون مرئية لكلا الجانبين من النافذة. اللاصق الذي استعملوه يجعل من المسحتيل إزالة الورقة كليا دون الاستعانة بشركة صيانة لتنظيف الزجاج كيميائيا. بعض المواقع قاموا باستبدال النوافذ فعليا.
هذا الفعل تكرر على مدى عدة أيام, وزادت عدد الأسواق المستهدفة, كما قام الناشطين بملئ ثقوب المفاتيح في المداخل والمخارج بالسوبر جلو (مادة لاصقة).
هذه التحركات كانت صغيرة جدا وغير مكلفة لكن أثرها كان كبيرا. الزبائن بقوا بعيدين, فتح المحلات تم تأخيره, ثمن اصلاح الخراب في النوافذ والأبواب سواء من حيث التكلفة المباشرة أو من ناحية خسارة العمل نتيجة التسبب بإزعاج الزبائن كل ذلك أضيف لأثر مقنع.
وعلاوة على ذلك, كان على ستاربوكس أن يأخذ بعين الإعتبار إمكانية هذه الحملة التي امتدت إلى الكثير والكثير من اسواقه, والتكلفة المحتملة لزيادة الأمن لضمان أن أفعالا مشابهة لن تستمر أو تتكرر يوما بعد يوم.
كل شيئ يجعلهم "ستاربوكس" استخدم لغير مصلحتهم, فأجواء المقاهي أفسدت, كفاءة الخدمات تم تعطيلها, ولاء الزبائن استخدم لنقل الرسالة بثقة لأناس أكثر, وعدد مواقعهم الضخم جعل إلحاق الخسارة بهم أمرا ممكنا بسبب العديد من النقاط, وكل هذه العوامل استخدمت للضغط عليهم.
وفي نهاية المطاف, ستاربوكس الغت خطة الافتتاح في اسرائيل مدعية أن ذلك بسبب خلاف في العقد مع مانح الإمتياز المحلي, ولم يقوموا بفتح أي سوق في إسرائيل حتى الآن.
قبل أن نتحدث عن تحول مصر إلى سوريا أو ليبيا . في محاولة للاطاحة بالسيسي بنوع من أنواع حرب العصابات . فاعلم حقيقة أن الأسد و القذافي لم يكونوا حلفاء للغربيين و قاوموا برامج صندوق النقد الدولي والإصلاحات النيوليبرالية.
أما على الصعيد الآخر فالسيسي جعل الولاء المطلق له للمستثمرين الأجانب واضحا تماما؛ الأمر الذي يعني أنهم سوف يدعموه . سيناريوهات ليبيا وسوريا لا يمكن مقارنتها بمصر .
إذا خطر على بالك مثالا حديثا؛ لديكتاتور مدعوم من الغرب تمت الإطاحة به عن طريق حرب أهلية ، من فضلك اعلمنى . حدث ذلك فقط عن طريق تحدي هيمنة الشركات نفسها . في بوليفيا ، في شيلي ، في الإكوادور ، وهلم جرا .
أي تحليل للسياسة الخارجية أو الداخلية في دولة والذى لا يتضمن تقييم شامل لمصالح الشركات متعددة الجنسيات (MNCs) في تلك السياسات، فهو معيب بطبيعته، وأي حراك ينظم على أساس هذا التحليل أيضا، من الواضح أنه سيكون مضلل.
هذه الشركات وأصحابها، هم سادة الهيمنة على السياسة. بطريقة أو بأخرى هذا هو الحال دائما.
ومع ذلك، نمت قوتهم بشكل كبير في العقود القليلة الماضية إلى حيث أصبحت الشركات المتعددة الجنسيات أساسا شبه دويلات ذات سيادة عالمية غير محدودة، يديرون الحكومات والمؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة، فقط لتأمين مصالحهم.
وتشمل هذه الإدارة كل أداة متاحة لسلطة الدولة، من القوات العسكرية، إلى وكالات الاستخبارات، وحتى ما يسمى بالمساعدات الإنسانية.
هذه كلها أدوات تستخدم من قبل الشركات المتعددة الجنسيات وأصحابها لمتابعة جدول أعمالها ؛ وهذا يعني، السيطرة على الأسواق، وتأمين السيطرة على الموارد (بما في ذلك العمل ووسائل الإنتاج)، وتقويض أي تحد محتمل لسيادتهم الكاملة.
الأمة الإسلامية، والدين الإسلامي قدموا عملية العولمة الأصلية ؛ بخلق ثقافة عالمية حقيقية مع القيم المشتركة، ونمط الحياة، والمصالح على أساس العقيدة والأخوة... الأمة العالمية تؤكد المساواة وسيادة الله...
النظام الامبراطوري للشركات العالمية يؤكد تفوقه الخاص ويفرض عدم المساواة الهائلة والقهر.
وهنا يكمن الصراع الأساسي.
تعليقات