الاغتيالات السياسية في السعودية
ما يظهر دائمًا أنّ النظام في المملكة السعودية متماسك، وقوي، ومتين.
لكنَّ خلافات قوية تعصف بالعائلة المالكة نفسها، بينما تشتد المعارضة
السياسية والشعبية في مناطق من المملكة، بعضها من قبل الحراك الشيعي في
القطيف والإحساء والبعض الآخر في مناطق أخرى متناثرة من المملكة. وعلى خلاف
ما قد يكون متوقعًا من المملكة فقد مرت المملكة باغتيالات سياسية عديدة،
منها ما نجح ومنها ما فشل. لهذا جاء هذا التقرير.
اغتيال الملك فيصل على يد ابن أخيه “فيصل” 1975
يعتبر هذا أشهر اغتيال مرت به السعودية، وربما أهمها أيضًا. ففي صباح
أحد الأيام، وفي الديوان الملكي دخل عليه ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد بن
عبد العزيز وأرداه قتيلاً برصاصات من مسدسه، تحليلات عديدة تحدثت عن سبب
اغتيال الملك فيصل من قبل ابن أخيه المسمى أيضًا فيصل، بعض الآراء قالت إن
الولايات المتحدة وإسرائيل وراء مقتله، بينما البعض تحدث عن انتقامه لمقتل
أخيه الأمير خالد الذي قتل في بيته في الستينيات بسبب قيادته لمظاهرات
ومحاولته احتلال مبنى التيلفزيون ـ حسب الرواية الرسمية ـ وقد قتل خالد وهو
في الثالثة والعشرين.
الملك فيصل، اغتيل على يد ابن أخيه
لكنّ بُعدًا آخر كان غائبًا عن أسباب هذا الاغتيال، وهو أنَّ النظام
السعودي كان قد منع في وقتٍ سابق الأمير مساعد بن عبد العزيز ـ أبو فيصل
وخالد ـ من الممارسة السياسية ومن تقليده أية مناصب سياسية، بدعوى اضطراب
عقله وجنونه. المعروف عن مساعد أنه كان ضد انتقال الحكم إلى الملك فيصل بعد
الانقلاب الأبيض الذي قاده على أخيه الأكبر والملك حينها سعود بن عبد
العزيز عام 1962.
اغتيال وزير الدفاع والطيران منصور بن عبد العزيز بطريقة غامضة 1951
رغم صغره مقارنةً بأخويه سعود وفيصل وحتى خالد وفهد إلا أنّ اعتماد أبيه
عبد العزيز عليه ربما كان يفوقهم جميعًا. حيث كان وزيرًا للدفاع والطيران
معًا، وقد شارك مع والده في بعض المعارك، بينما وضع الخطط الأولى لتكوين
وتطوير الجيش السعودي، ما حدا ببعض المحللين للقول بأنه كان أحد أقوى
المرشحين لخلافة والده عبد العزيز رغم ترتيبه المتأخر عمريًّا عن إخوته،
بسبب موقعه كوزير دفاع قوي، وبسبب صلاته القوية جدًّا بالبريطانيين، كونه
وزيرًا للدفاع والطيران، وهو لم يتجاوز الثلاثين بعد.
تتضارب الروايات حول موت الأمير منصور الغامض. فبعد حفلة استضافها حاكم
الرياض الأمير ناصر ـ أحد أكبر إخوته ـ مات الأمير منصور بسبب التسمم
بالكحول؛ مما جعل والده عبد العزيز يقبض على ناصر ويودعه السجن، بينما تقول
رواية أخرى أنه في رحلته إلى باريس مع أخويه الكبيرين ـ فيصل وخالد ـ بعد
وصول طائرتهم إلى باريس وقع مغشيًّا عليه، وتوفي وفاة مفاجئة. لكنّ العديد
من المحللين لا يقبلون مثل هذه الروايات التي تجعل وفاته مفاجئة، بل
يعتقدون أن إخوته الأكبر قد اغتالوه بسبب نفوذه وصغر سنه وترشيحه بقوة كولي
عهد بدلاً عنهم.
اغتيال أول معارض لحكم آل سعود ناصر السعيد 1979
إذا ذكرت المعارضة في السعودية ذكر ناصر السعيد في المرتبة الأولى،
فالرجل يعتبر أبرز وأشهر وأول معارض لدولة آل سعود منذ تأسيسها. بدأ السعيد
رحلته بقيادة انتفاضة للعمال للمطالبة بدعم فلسطين في عام 1953، وتم
اعتقاله حينها وأرسل على سجن العبيد، أحد أبرز أماكن اعتقال المعارضين
حينها. كانت مطالبات السعيد تتلخص في إعلان دستور للبلاد وحماية حرية
التعبير للمواطنين وإلغاء العبودية في المملكة.
انطلق السعيد في رحلته لمعارضة حكم آل سعود من مصر، فأقام فيها في
الخمسينات. كان الرئيس عبد الناصر في صراع نفوذ مع الملك فيصل حينها وقامت
بينهما حرب اليمن، استقبل عبد الناصر السعيد وبدأ في إذاعة برامج معارضة
لآل سعود في الراديو، ثم انتقل لليمن أثناء حرب اليمن وأنشأ مكتب للمعارضة
في اليمن، وبعد وفاة الرئيس عبد الناصر سافر ناصر السعيد إلى دمشق ثم إلى
بيروت التي كانت فيها نهايته.
في ديسمبر من العام 1979 اختطف ناصر السعيد في العاصمة بيروت ولم يعرف
عنه أحد شيئًا حتى الآن. التحليلات والتقارير تؤكد اغتيال آل سعود لناصر
السعيد، بأمر مباشر من الملك فهد. لناصر السعيد عدة كتب يهاجم فيها نظام آل
سعود منها كتاب حقائق عن القهر السعودي، صفحة الكتاب على Goodreeds من هنا
محاولات اغتيال فاشلة
كما نجحت محاولات الاغتيال الثلاثة السابقة هناك محاولات أخرى فشلت.
محاولة اغتيال ولي العهد عبد الله بن عبد العزيز 2003
كان مدبر هذه المحاولة الفاشلة ـ أو التي لم تتم أصلاً ـ هو العسكري
الليبي عبد الله السنوسي بأمر من الرئيس الليبي معمر القذافي. كانت محاولة
الاغتيال بسبب المشادة العلنية بين الملك عبد الله ـ ولي العهد حينها ـ
وبين القذافي. مول القذافي العملية بملايين الدولارات كما قال وزير
الخارجية الليبي السابق في لقاء تليفزيوني على فضائية الجزيرة، ولكن
العملية فشلت وكشفتها المخابرات السعودية بالتعاون مع مخابرات دول أخرى
كبريطانيا.
المشادة العلنية بين القذافي وولي العهد عبد الله بن عبد العزيز
تعليقات