الاستراتيجية الامريكية تتخبط في سورية: وزير الدفاع يلتقي مع اردوغان في ضرب الاسد و”الدولة الاسلامية” معا.. واوباما يخشى من “استفزاز″ ايران وروسيا وتفجير حرب اقليمية.. فمن المخطيء ومن المصيب


تتصاعد الانتقادات للاستراتيجية الامريكية في سورية والعراق وجدوى الضربات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية الامريكية بهدف “تحجيم” ومن ثم “اجتثاث” “الدولة الاسلامية” وكان آخر المنتقدين تشاك هاغل وزير الدفاع الامريكي الذي من المفترض ان يشرف بشكل مباشر على تنفيذ هذه الاستراتيجية.

صحيفة “النيويورك تايمز″ كشفت السبت ان الوزير هاغل عبر عن “قلقه” تجاه هذه الاستراتيجية وفرص نجاحها في مذكرة سرية بعث بها الى السيدة سوزان رايس مستشارة الامن القومي، وكان ابرز ما جاء فيها ان هذه الاستراتيجية تخدم الرئيس السوري بشار الاسد ونظامه.

موقف هاغل هذا يأتي في اطار الضغوط المكثفة التي تمارسها عدة دول من بينها فرنسا التي ايد رئيسها فرانسوا هولاند الجمعة مطالب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي زار باريس، بضرورة ان تتم الضربات الجوية لتنظيم “الدولة الاسلامية” وتجمعاتها في سورية في اطار استراتيجية متكاملة تتضمن الاطاحة بالنظام السوري في نهاية المطاف.

الرئيس اردوغان كان اشترط تدخل قواته بريا في الحرب ضد “الدولة الاسلامية” بتحقيق ثلاثة مطالب اولها اطاحة النظام السوري، وثانيها اقامة مناطق عازلة وحظر جوي في الاراضي السورية، وثالثها تدريب المعارضة السورية المعتدلة وتسليحها بمعدات عسكرية نوعية من بينها صواريخ مضادة للطائرات لشل السلاح الجوي السوري.

ولكن الرئيس اردوغان اضطر، وفي ظل رفض الادارة الامريكية لشروطه هذه، منفردة او مجتمعة، الى التحلي بالمرونة، والبعد عن الصدام، باختيار حل وسط، اي السماح لقوات البشمرغة ووحدات من الجيش السوري الحر بعبور الحدود التركية للقتال ضد “الدولة الاسلامية” لمنع سقوط مدينة “عين العرب ـ كوباني” في ايديها.

الرئيس اوباما يدرك جيدا ان الرضوخ للضغوط الفرنسية والتركية قد يؤدي الى “استفزاز″ قوتين عظميين، احدهما دولية وهي روسيا، وثانيهما اقليمية هي ايران، لانهما تعتبران اي محاولة لاسقاط النظام السوري هي خط احمر لا يمكن ان تسمحان باختراقه.

وزير الدفاع الامريكي هاغل كان مصيبا عندما قال ان الضربات الجوية في سورية تخدم الرئيس الاسد ونظامه، فهي لم تحقق اي نجاحات ملموسة بعد شهرين من بدئها، واحدثت انقاسما كبيرا في صفوف المعارضة السورية المسلحة، وبدأت تدور في دائرة مفرغة، خاصة ان الحكومات العربية المشتركة في التحالف الامريكي ترفض مطلقا ارسال قوات برية الى سورية والعراق.

الاستراتيجية الامريكية الحالية في سورية تواجه ازمة خطرة ولكن توسيعها وفتح جبهة مع النظام السوري ربما تفاقم من هذة الازمة، وتشعل حربا اقليمية قد تتطور الى حرب عالمية ثالثة، فهناك اتفاق ايراني روسي مع امريكا وحلفائها على اجتثاث “الدولة الاسلامية”، ولكن ليس على اجتثاث النظام السوري، وهنا تكمن المعضلة الاساسية التي يفهم الرئيس اوباما تعقيداتها جيدا.

Source Link

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماهي السادومازوشية فلسفياً ونفسياً؟

" منتصف آيار " .. غسان كنفاني

متن الأربعين النووية