المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2014

القاهرة لم تكن أبدًا باريس النيل

صورة
الكاتب: محمد الشاهد      11/28/2014  كانت القاهرة .. وستبقى القاهرة فحسب، فالذي يصطلح على تسميته بالمدينة ليس بالمباني أو أنماط الشوارع، وإنما البشر الذين يقومون بالبناء والذين يسكنون ويتنقلون في المدينة، هؤلاء هم من يهمون بالفعل، ولطالما كان هؤلاء قاهريين، ولم يكونوا أبدًا باريسيين.    تحذير: سأقوم هنا بإلقاء حجر على البيوت الزجاجية التي يعيش فيها الكثير من الناس.   يمتاز مصطلح "باريس على النيل" بشعبية كبيرة لدى أصحاب النوستالجيا تجاه تاريخ القاهرة والمستشرقين على حد سواء، واكتسب المزيد من الشعبية مؤخرًا لدى الطبقة البرجوازية التي ترى القاهرة بغير عين الرضا، وتبحث عن شظايا وقطع متبقية من التاريخ المتخيل للمدينة، آملين الهروب إليه وما يحمله من شبه بباريس "عاصمة الحداثة". ويستخدم المستشرقون المعاصرون هذا المصطلح في الأغلب للتأكيد على أن أوروبا وتحديدًا باريس قد احتكرت فكرة الحداثة العمرانية بشكل كامل في القرن التاسع عشر، وبذلك تصبح أي جادة عريضة مستقيمة هي اختراع باريسي، وعندما يتم استخدام مثل هذا الاختراع في ا...

الاغتيالات السياسية في السعودية

صورة
ما يظهر دائمًا أنّ النظام في المملكة السعودية متماسك، وقوي، ومتين. لكنَّ خلافات قوية تعصف بالعائلة المالكة نفسها، بينما تشتد المعارضة السياسية والشعبية في مناطق من المملكة، بعضها من قبل الحراك الشيعي في القطيف والإحساء والبعض الآخر في مناطق أخرى متناثرة من المملكة. وعلى خلاف ما قد يكون متوقعًا من المملكة فقد مرت المملكة باغتيالات سياسية عديدة، منها ما نجح ومنها ما فشل. لهذا جاء هذا التقرير. اغتيال الملك فيصل على يد ابن أخيه “فيصل” 1975 يعتبر هذا أشهر اغتيال مرت به السعودية، وربما أهمها أيضًا. ففي صباح أحد الأيام، وفي الديوان الملكي دخل عليه ابن أخيه الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز وأرداه قتيلاً برصاصات من مسدسه، تحليلات عديدة تحدثت عن سبب اغتيال الملك فيصل من قبل ابن أخيه المسمى أيضًا فيصل، بعض الآراء قالت إن الولايات المتحدة وإسرائيل وراء مقتله، بينما البعض تحدث عن انتقامه لمقتل أخيه الأمير خالد الذي قتل في بيته في الستينيات بسبب قيادته لمظاهرات ومحاولته احتلال مبنى التيلفزيون ـ حسب الرواية الرسمية ـ وقد قتل خالد وهو في الثالثة والعشرين. الملك فيصل...

أخلاق المسلمين بأقلام المؤرخين الغربيين

صورة
المادة المكتوبة في هذا الموضوع غزيرة جدًا، وقد كُتِب فيها بحوث كثيرة، ولهذا التقطنا من بينها تنويعات بين العصور، وتنويعات في وجوه الأخلاق، وتنويعات من الكتب أيضًا.     لا يكاد المرء يدرك قيمة أن هذه الأمة هي "خير أمة أخرجت للناس" قدر ما يدركه حين يقرأ في كتب المستشرقين - لاسيما من أنصفوا - وفي كتب الرحالة الغربيين، فالقوم يدركون مما عندنا أشياء لا ننتبه نحن لها للاعتياد عليها، كما أن أبصارنا وأبصار المصلحين فيمن قبلنا تتجه إلى العيوب والمساوئ لإصلاحها، فيقل الشعور العام بأن أمتنا - خصوصا في أوقات ازدهارها - إنما كانت فردوس الأرض في عين الآخرين. والمادة المكتوبة في هذا الموضوع غزيرة جدًا، وقد كُتِب فيها بحوث كثيرة، ولهذا التقطنا من بينها تنويعات بين العصور، وتنويعات في وجوه الأخلاق، وتنويعات من الكتب أيضًا. [1] العدل والمساواة قال الأديب والفيلسوف البريطاني الشهير توماس كارلايل: "في الإسلام خُلَّةٌ أراها من أشرف الخلال وأجلها، وهي التسوية بين الناس، وهذا يدل على أصدق النظر وأصوب الرأي، فنفس المؤمن راجحة بجميع دول الأرض، والناس في الإس...

Should Washington Withhold Aid to Egypt?

صورة
Despite having signed a peace treaty with Israel, Egypt's armed forces continue to receive thousands of tanks and hundreds of planes from Washington. "There's no conceivable scenario in which they'd need all those tanks short of an alien invasion," declares Shana Marshall of George Washington University. Two decades after the collapse of the Soviet Union and the attendant weakening of the radical Arab camp, and three-and-a-half decades after the conclusion of the Egyptian-Israeli peace treaty and the removal of the foremost threat to Egyptian security, Cairo's continued acquisition of thousands of tanks and hundreds of fighting aircraft seems to make no sense. Yet Washington's withholding of $1.3 billion in annual military aid following the Egyptian army's July 2013 ouster of President Mohamed Morsi sparked an angry retort, with the military regime threatening to turn to its former Russian patron. Why does Cairo continue to adhere...

مصر والعودة إلى السلطوية

صورة
الجمعة, نوفمبر 28, 2014   في محاولة للقضاء على ماتبقّى من حمّى الثورة وإبعاد شبح التمكين الجماعي، اتّخذ نظام السيسي خطوات عملية لقمع الاختلاف في الآراء، وإسكات الأصوات المعارِضة، وترسيخ السيطرة على الكيان السياسي. وقد عمد الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحت قناع الحرب على الإرهاب وبسط "الاستقرار" من جديد، إلى تقنين إجراءات سلطوية غير مسبوقة. ففي الأشهر القليلة الماضية، فرضت السلطات سلسلة من المراسيم والتدابير التي تهدف إلى توسيع نطاق الدولة الأمنية، فزادت من سطوتها وصلاحياتها في التحكّم بالمجتمع المصري بمختلف مكوّناته، بدءاً من الجامعات والمؤسسات الدينية وصولاً إلى المجتمع الأهلي والإنترنت. لقد زعمت الحكومة مراراً وتكراراً أن هذه الإجراءات الأمنية ضرورية من أجل محاربة الإرهاب، لكن الحقيقة هي أن العنف يتفاقم. فالتمرّد المحدود النطاق في سيناء يستمر بلاهوادة، وقد توسّعت الهجمات نحو القاهرة ودلتا النيل. ولقي المئات من عناصر الشرطة والجنود مصرعهم خلال العام المنصرم. مؤخراً، في ٢٤ تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أسفرت الهجمات في شمال سيناء عن مصرع أكثر من ثلاثين عنصراً...

هل يجب على واشنطن وقف المساعدات عن مصر؟

صورة
الأحد, نوفمبر 30, 2014   بعد عقدين من انهيار الاتحاد السوفياتي وضعف المعسكر العربي الراديكالي الذي صاحبه، وبعد ثلاثة عقود ونصف على إبرام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وإزالة التهديد الأبرز للأمن المصري، يبدو أن مواصلة القاهرة الاستحواذ على آلاف الدبابات ومئات الطائرات أمر لا معنى له. إلا أن حجب واشنطن لمساعداتها العسكرية السنوية الجيش المصري – التي تبلغ 1.3 مليار دولار – بعد أن أطاح الجيش المصري في يوليو 2013 بالرئيس محمد مرسي أثار رد فعل غاضب، مع تهديد النظام العسكري باللجوء إلى راعيه الروسي السابق. لماذا تستمر القاهرة في الالتزام بهذه الأفعال العسكرية والاستراتيجية البالية؟ وهل بالغت الادارة الامريكية في افتراض أن التهديد بتعليق المساعدات العسكرية سيكون بمثابة ضغط للحصول على النفوذ السياسي؟ وما هي الآثار المترتبة على هذا الموقف بالنسبة لمصر وللشرق الأوسط ككل؟ المشهد من نهر النيل على الرغم من اتفاق السلام عام 1979 مع إسرائيل، لا يزال على مصر استيعاب فكرة أنها في حالة سلام مع جارتها الشرقية. ما يسود بين البلدين هو "سلام بارد،" حيث أن نظام مبارك ...