الفقراء يدخلون الجنة.... والأغنياء كذلك - (كاد الفقر أن يكون كفرا)

الفقراء يدخلون الجنة.... والأغنياء كذلك

(كاد الفقر أن يكون كفرا)


سيقنعونك، أن الفقر ليس عيبا، وأن الله يحب الفقراء أكثر، وأن النبي -عليه الصلاة والسلام كان فقيرا، وأن القناعة كنز لا يفنى، وأن الزهد فضيلة، وأن الطمع رذيلة، وأن الطيبة هي رأسمال الفقراء، وأن الأغنياء هم محض مصاصي دماء.

نوع جميل من المخدرات، ستجعلك تتسمتع بفقرك، تستلذ بحاجتك، ترضى بضعفك وقلة حيلتك.

لن يحدثك أحد عن عثمان وجيش العسرة، ولا عن طلحة وسخائه، ولا عن الزيبير وعقاراته، ولا عن بن عوف وتجارته، ولا عن ابن أبي وقاص وصدقاته

رضوان الله عليهم أجمعين.

لن يحدثك أحد عن إستعاذة سيدنا محمد -صلوات الله عليه- من الكفر والفقر، ولا أن اليد العليا خير من اليد السفلى، ولا أن المؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف. 

بل سيقولون لك، انه لا بأس أن تكون فقيرا، ضعيفا، محتاجا، فحينها، لن تسأل...

لن تنتقل لمرحلة تطالب فيها بأكثر من قوت يومك، لتتساءل فيها عن الظلم، عن الإنبطاح، عن الإستضعاف...

فحينها، ستصبح مزعجا، متطفلا، متجاوزا لمكانتك، حينها ستفكر، ستخطط، ستعمل، وربما –لا سمح الله- ... 

ستنتصر


((قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ

لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) الأعراف: 32


(جيوش العسرة ...)


تربصَ الروم بالمسلمين، تواترت الأنباء بتجهيز هرقل لجيش عظيم، المسلمون في ضيق شديد، يأمر رسول الله المسلمين

بتجهيز الجيش، المسلمون في عسرة، وجيش الروم ضخم جرار، نقص حاد في الزاد والعتاد.

يحض رسول الله على الإنفاق على الجيش. ياتي الرجال بمالهم، فلا يكفي، وتأتي النساء بحليها، فلا تكفي ...

"من يجهز هؤلاء و يغفر الله له؟" 

ثم يأتي عثمان ... يجهز الجيش بألف بعير

ثم ينثر بين يدي رسول الله عشرة آلاف دينار مجهزا بذلك لوحده ما يقارب ثلت الجيش!

هنا ينال أغنى أغنياء الصحابة أشرف شهادة من أشرف الخلق: ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم!

مات عثمان.. فمن يجهز جيوش المسلمين اليوم؟


(في قبضة اليهود ...)


ها قد جفت كل آبار المدينة، ما عدا بئرا

الناس في أشد حاجة للماء، لكن البئر في قبضة يهودي يبيع الماء للمسلمين و فيهم من لا يملك حتى ثمن الماء!

كيف يعيش المسلمون وقوتهم في أيدي اليهود؟ كيف ترفع رأسك وقوتك في يد عدوك؟ ببساطة أنت لا تستطيع، إلا أنت تستعيد مصدر قوتك، لترفع رأسك لما بعد المـأكل والمشرب

وإلا فإن رأسك ستبقى في الأرض أبد الآبدين.

إشترى عثمان البئر، وأوقفها للمسلمين، يشربون منها بلا ثمن، لقد حرر عثمان رقاب المسلمين من ذل الحاجة وقسوة الحرمان.

مات عثمان... فمن يحرر المسلمين اليوم؟


(دلني على السوق)


وصل عبد الرحمن بن عوف مهاجرا إلى المدينة، صفر اليدين، لا يملك حتى قوت يومه...

وحينما آخى رسول الله بين المهاجرين والأنصار، آخى بينه وبين سعد بن الربيع، فقال عبد الرحمن لأخيه سعد بدلا من قبول نصف ماله: بارك الله لك في زوجك ومالك، ولكن دلني على السوق!

وبذلك تاجر عبد الرحمن بن عوف في سوق المدينة، وبفضل نبوغه، أصبح بعد زمن قصير من أغنى أغنياء الصحابة!


وتذكر، الفقر ليس عيبا، والغنى كذلك....

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ماهي السادومازوشية فلسفياً ونفسياً؟

" منتصف آيار " .. غسان كنفاني

متن الأربعين النووية